الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الاستيعاب في معرفة الأصحاب (نسخة منقحة)
قال البخاري: السائب بن الأقرع أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ومسح برأسه ونسبه أبو إسحاق الهمداني.
رويعنه حديث واحد:أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا وضوء إلا من ريح أو صوت». وروى عنه محمد بن عمرو بن عطاء وإسحاق بن سالم وابنه مسلم بن السائب. قيل: إنه توفي سنة سبع وسبعين وهو ابن اثنتين وتسعين سنة، وقيل: مات سنة سبع وتسعين، وهو ابن اثنتين وسبعين.
روى عنه ابنه خلاد بن السائب، لم يرو عنه غيره فيما علمت. وحديثه في رفع الصوت بالتلبية مختلف على خلاد فيه وقد ذكرنا الإختلاف في ذلك في كتاب التمهيد وقد جوده مالك وابن عيينة وابن جريج ومعمر ورووه عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن خلاد بن السائب عن أبيه السائب بن خلاد بن سويد، قاله ابن جريج. قال البخاري ومحمد بن إسحاق بن خزيمة وحسين بن محمد: السائب بن خلاد بن سويد الأنصاري يكنى أبا سهلة ولم يذكر أبو أحمد الحاكم في الكنى من الصحابة أبا سهلة غيره.
واختلف في إسلامه فذكر ابن إسحاق أنه قتل يوم بدر كافرًا. قال ابن هشام: وذكر غير ابن إسحاق أنه الذي قتله الزبير بن العوام وكذلك قال الزبير بن بكار: إن السائب بن أبي السائب قتل يوم بدر كافرًا وأظنه عول فيه على قول ابن إسحاق وقد نقض الزبير ذلك في موضعين من كتابه بعد ذلك: فقال: حدثني يحيى بن محمد بن عبد الله بن ثوبان عن جعفر عن عكرمة عن يحيى بن كعب عن أبيه كعب مولى سعيد بن العاص قال: مر معاوية وهو يطوف بالبيت ومعه جنده فزحموا السائب بن صيفي بن عائذ فسقط فوقف عليه معاوية وهو يومئذ خليفة فقال: أوقعوا الشيخ. فلما قام قال: ما هذا يا معاوية؟ تصرعوننا حول البيت! أما والله لقد أردت أن أتزوج أمك. فقال معاوية: ليتك فعلت فجاءت بمثل أبي السائب- يعني عبد الله بن السائب. وهذا أوضح في إدراكه الإسلام وفي طول عمره. وقال في موضع آخر: حدثني أبو ضمرة أنس بن عياض الليثي قال: حدثني أبو السائب- يعني الماجن وهو عبد الله بن السائب قال: قال: كان جدي أبو السائب بن عائذ شريك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نعم الشريك كان أبو السائب كان لا يشاري ولا يماري». وهذا كله من الزبير مناقضة فيما ذكر أن السائب بن أبي السائب قتل يوم بدر كافرًا. قال ابن هشام السائب بن أبي السائب الذي جاء فيه الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نعم الشريك السائب كان لا يشاري ولا يماري»- كان قد أسلم فحسن إسلامه فيما بلغنا. قال ابن هاشم: وذكر ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس أن السائب بن أبي السائب بن عائذ بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ممن هاجر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعطاه يوم الجعرانة من غنائم حنين. قال أبو عمر: هذا أولى ما عول عليه في هذا الباب وقد ذكرنا أن الحديث فيمن كان شريك رسول الله صلى الله عليه وسلم من هؤلاء مضطرب جدًّا. منهم من يجعل الشركة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم للسائب بن أبي السائب. ومنهم من يجعلها لأبي السائب أبيه كما ذكرنا عن الزبير ههنا. ومنهم من يجعلها لقيس بن السائب ومن يجعلها لعبد الله بن السائب وهذا اضطراب لا يثبت به شيء ولا تقوم به حجة. والسائب بن أبي السائب من جملة المؤلفة قلوبهم وممن حسن إسلامه منهم. ذكر الزبير هذا الخبر في الموقفيات فقال: أخبرني أبو ضمرة أنس بن عياض عن ابن السائب المخزومي قال: كان جدي في الجاهلية يكنى أبا السائب وبه اكتنيت وهو أبو السائب بن صيفي بن أبي السائب كان خليطًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذكر في الإسلام قال: «نعم الخليط كان أبو السائب لا يشاري ولا يماري».
أمه صفية بنت عبد المطلب شهد أحدًا والخندق وسائر المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقتل السائب بن العوام يوم اليمامة شهيدًا.
قال إبراهيم بن منذر: ولد السائب بن أبي لبابة بن عبد المنذر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يكنى أبا عبد الرحمن روايته عن عمر بن الخطاب وهو قول الواقدي.
وقال الزبير عن عمه: زعموا أنه كان شريكًا للنبي صلى الله عليه وسلم بمكة. قال أبو عمر: هو أخو المطلب بن أبي وداعة.
ولد في السنة الثانية من الهجرة فهو ترب ابن الزبير والنعمان بن بشير قول من قال ذلك. كان عاملًا لعمر على سوق المدينة مع عبد الله بن عتبة بن مسعود. وقال السائب: حج بي أبي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنا ابن سبع سنين. هذه رواية محمد بن يوسف عنه. وقال ابن عيينة: عن الزهري عن السائب بن يزيد، قال: لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك تلقاه الناس فتلقيته مع الناس وقال مرة: مع الغلمان وفي حجة الوداع أيضًا. حدثنا محمد بن الحكم حدثنا محمد بن معاوية حدثنا إسحاق ابن أبي حيان الأنماطي حدثنا هشام بن عمارة حدثنا حاتم بن إسماعيل حدثنا الجعيد بن عبد الرحمن قال: سمعت السائب بن يزيد يقول: ذهبت بي خالتي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله هذا ابن اختي وجع فدعا لي ومسح برأسي ثم توضأ فشربت من وضوئه ثم قمت خلف ظهره فنظرت إلى خاتمه بين كتفيه كأنه زر الحجلة. اختلف في وقت وفاته، واختلف في سنه ومولده فقيل: توفي سنة ثمانين. وقيل: سنة ست وثمانين. وقيل سنة إحدى وتسعين وهو ابن أربع وتسعين. وقيل: بل توفي وهو ابن ست وتسعين. وقال الواقدي: ولد السائب بن يزيد ابن أخت النمر- وهو رجل من كندة من أنفسهم له حلف في قريش- في سنة ثلاث من التاريخ.
|